سبائك فضية
الفضة تفاجئ الأسواق.. مكاسب نارية وإغلاق أسبوعي عند ذروة تاريخية
- مكاسب تاريخية تكسر حاجز 75 دولارا وسط موجة شراء هستيرية في ختام الأسبوع.
شهدت أسواق المعادن النفيسة، صباح يوم الجمعة السادس والعشرين من ديسمبر 2025، ما يمكن وصفه بـ"يوم للتاريخ"، حيث اجتاحت تداولات الفضة موجة شراء هستيرية غير مسبوقة، دفعت بأسعار المعدن الأبيض إلى تحقيق قفزة نوعية هائلة واختراق حاجز الـ 75 دولارا للأونصة باقتدار، مسجلة بذلك مكاسب قياسية اقتربت من عتبة 5% في جلسة واحدة، ومتفوقة في أدائها الاستثنائي على كافة الأصول المالية الأخرى، فيما بدا وكأنه حالة من "الذعر الشرائي" Panic Buying سيطرت على الأسواق العالمية.
ووفقا لأحدث بيانات التداول حتى الساعة السادسة والثلث صباحا بتوقيت العاصمة عمان، استقرت أسعار العقود الآجلة للفضة عند مستوى 75.138 دولارا، محافظة على الزخم الأكبر من مكاسبها بالقرب من القمة اليومية والتاريخية الأعلى خلال 52 أسبوعا التي سجلت عند 75.485 دولارا.
وأظهرت الأرقام تحركا سعريا عنيفا ونطاقا واسعا للتداول، حيث انطلق السعر من قاع يومي عند 71.955 دولارا، ليصعد بشكل عمودي Parabolic Move محققا مكاسب بلغت قيمتها 3.453 دولارا، أي ما نسبته 4.82%، في إشارة واضحة إلى أن السوق قد تجاوز مرحلة التحليل المنطقي ودخل في مرحلة الزخم النفسي المطلق.
وأرجع محللون اقتصاديون هذا "الطوفان الأبيض" إلى تضافر ما وصفوه بـ"العاصفة المثالية" من العوامل المحفزة، أبرزها دخول الفضة في دورة صعود هيكلية كبرى Super Cycle مدفوعة بطلب صناعي "متوحش" يقابله عجز حاد في المعروض.
كما لعبت عمليات "تصفية البائعين" Massive Short Squeeze دورا حاسما في تسريع وتيرة الصعود؛ إذ أجبر الارتفاع السريع كبار المضاربين والمؤسسات التي راهنت على الهبوط على إغلاق مراكزهم بخسائر فادحة، ما صب المزيد من الزيت على نار الصعود.
وفي ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والمرتبطة بممارسات الاحتلال في المنطقة، تحولت الفضة إلى "ملاذ شرس" في عيون المستثمرين الباحثين عن عوائد ضخمة High Reward، معتبرين أنها كانت مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية لفترة طويلة مقارنة بالذهب.
وعلق خبراء أسواق المال على هذا المشهد بأن اختراق مستوى 75 دولارا يعد حركة نادرة لا تتكرر إلا كل عدة عقود، حيث تحول هذا الرقم من "سقف مستحيل" إلى "أرضية صلبة"، وسط توقعات بأن الهدف النفسي القادم بات عند 80 دولارا، مع غياب أي مؤشرات حالية قادرة على كبح جماح هذا "القطار" المنطلق.
وتتجه الأنظار الآن صوب الإغلاق الأسبوعي الحاسم؛ فاستقرار السعر فوق حاجز 75 دولارا سيشكل "نصرا كاسحا" للمشترين ويمهد لافتتاح ناري الأسبوع المقبل يستهدف مستويات 77 - 78 دولارا.
ورغم احتمالية حدوث بعض عمليات جني الأرباح التكتيكية قبل إغلاق السوق نظرا لضخامة المكاسب المحققة، إلا أن المراقبين يرون أن أي تراجع لمستويات 73.50 - 74.00 دولارا سيعد فرصة شرائية لا تعوض للمتأخرين عن اللحاق بالركب.
