مجوهرات ذهبية
الذهب يسجل أعلى إغلاق تاريخي عند 4,552 دولارا للأونصة ويستمر صعوده القياسي
- "الثيران" تحكم قبضتها والأسواق تتأهب لكسر حاجز الـ 4,600.
أسدلت أسواق المعادن النفيسة الستار على تعاملات الأسبوع المنصرم، مساء يوم الجمعة، بتسجيل إغلاق تاريخي غير مسبوق للذهب، حيث نجحت العقود في تعزيز مواقعها واختراق الحواجز الفنية لتنهي الجلسة فوق مستوى 4,550 دولارا للأونصة، موجهة رسالة شديدة اللهجة للمستثمرين بأن "رالي الصعود" لا يزال في ذروته، وأن شهية الشراء لم تشبع بعد رغم الوصول إلى هذه القمم القياسية.
ووفقا لبيانات إغلاق الأسواق العالمية، استقر سعر الإغلاق عند 4,552.70 دولارا للأونصة، محققا مكاسب يومية قوية بلغت 49.90 دولارا، أي بزيادة نسبتها 1.11%، لتؤكد هذه الأرقام سيطرة "الثيران" المشترين الكاملة حتى اللحظات الأخيرة من عمر الجلسة.
وشهدت التداولات تحركا في نطاق صاعد بامتياز؛ إذ سجل أدنى سعر القاع اليومي عند 4,518.00 دولارا، ما يعني أن السوق لم يختبر حتى مجرد كسر حاجز الـ 4,500 دولار لأسفل، بل حلق ليسجل أعلى سعر في 52 أسبوعا -وقمة تاريخية جديدة- عند 4,584.00 دولارا قبل أن يهدأ السعر قليلا عند الإغلاق.
ويعزى هذا الإغلاق القوي، الذي وقع فنيا في الثلث الأعلى من النطاق اليومي Bullish Close، إلى لجوء المستثمرين لـ"التحوط" قبيل عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث فضلت المحافظ الكبرى الاحتفاظ بالسبائك بدلا من تسييلها، تحسبا لحدوث تطورات جيوسياسية مفاجئة -لا سيما تلك المتعلقة بالتوترات الإقليمية وممارسات الاحتلال- خلال يومي السبت والأحد.
كما يشير الفارق الكبير بين الإغلاق السابق والسعر الحالي نحو 50 دولارا إلى تدفق سيولة شرائية جديدة للسوق، وليس مجرد عمليات تغطية لمراكز مكشوفة.
وفي قراءتهم للمشهد، قلل خبراء أسواق المال من أهمية التراجع الطفيف من 4,584 إلى 4,552 دولارا في الدقائق الأخيرة، واصفين إياه بـ"عمليات جني أرباح لحظية" للمضاربين اليوميين، لا تؤثر على الاتجاه العام الصاعد. ويرى المحللون أن الذهب يدخل عام 2026 "من الباب الكبير"، حيث بات مستوى 4,600 دولار قاب قوسين أو أدنى.
وتتجه الأنظار مع افتتاح الأسواق صباح الاثنين المقبل، نحو المقاومة الفورية عند القمة التاريخية المسجلة 4,584 دولارا، حيث يعني اختراقها الذهاب مباشرة نحو أهداف جديدة عند 4,600 دولار.
كما لا يستبعد، نظرا لقوة الإغلاق، أن تفتتح البورصات بـ"فجوة سعرية صاعدة" Gap Up، في حين يشكل مستوى 4,518 دولارا خط الدفاع الأول عن المكاسب الحالية.
