تقرير - انعطافة نوعية في تكتيكات حزب الله عشية "معركة رفح"

عربي دولي
نشر: 2024-04-25 00:11 آخر تحديث: 2024-04-25 00:11
تحرير: جوانا ناصر الدين
موقع تابع لقوات الاحتلال في "حانيتا" ألتقطت من قرية علما الشعب جنوب لبنان
موقع تابع لقوات الاحتلال في "حانيتا" ألتقطت من قرية علما الشعب جنوب لبنان
  • حزب الله وسع بيكار الاستهدافات ولجأ إلى تكتيكات مُباغتة في مواجهاته المستمرة مع الاحتلال

للمرة الأولى منذ كانون الأول 2023، دوّت صفارات الإنذار في عكا، شمالي فلسطين المحتلة؛ والسبب هجومٌ مركّب لحزب الله على مقرّيْ قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز. عملية نوعية استثنائية لجهة الجغرافيا و الأهداف والتوقيت. تطور ميداني متسارع يرفع منسوب القلق خصوصا وأنه أول هجوم من نوعه من حيث التنفيذ واختيار الهدف.


اقرأ أيضاً : سبعة أشهر من المشاغلة بين حزب الله وكيان الاحتلال - تقرير


ارتقاء نوعي سجّله حزب الله يوم الثلاثاء باستهداف عمق الأراضي المحتلة ، عبر هجوم جوي مركّب بمُسيّرات إشغالية ‏وأخرى انقضاضية استهدفت مقري قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال ‏مدينة عكا المحتلة على بعد خمسة عشر كيلومترا من الحدود.

الأهداف أصيبت بدقة، رداً على ‏عدوان الاحتلال على بلدة عدلون واغتيال أحد المقاومين كما جاء في بيان المقاومة الاسلامية.

وسع حزب الله بيكار الاستهدافات ولجأ إلى تكتيكات مُباغتة في مواجهاته المستمرة مع الاحتلال منذ مئتي يوم.

وهنا تقول مصادر عسكرية لرؤيا إن الحزب وعلى صعيد التنفيذ، لجأ إلى الأسلوب المُزدوج في الهجوم، باستخدام نوعيْن من الطائرات من دون طيّار، ليضمن إصابة الأهداف بدقّة وتحقيق التدمير فيها.

أما على صعيد اختيار الهدف، يقر إعلام الاحتلال بأن الضربة قاسية والخسائر باهظة الثمن. فمُسيّرات الحزب وصلت إلى عمق متقّدم على مشارف حيفا والى ساحل فلسطين المحتلة للمرة الأولى منذ بدء المواجهة العسكرية في الثامن من تشرين الأول الماضي رغم أن قاعدة صفد الواقعة في المنطقة استهدفت منذ ثلاثة أشهر من جهة بقيت مجهولة، كون الحزب لم يتبنى آنذاك العملية .

وتصف مصادر مطلعة حجم الهلع في أوساط المستوطنين الذي رافق العملية حين أطلقت صفارات الإنذار ومرّت المسيّرات في أجواء عكا، على أنها مؤشر إلى جسامة الهجوم المركّب. تزامن ذلك مع هرولة 200 ألف مستوطن إلى الملاجئ بينما ارتبكت صواريخ "القبة الحديدية" وسقطت في البحر.

وتضيف المصادر أن رد حزب الله على اغتيال أحد قيادييه في عدلون , انطوى في هدفه ومكانه وسياقه وأسلوبه، على رسائل عدة وفي اتجاهات متعددة، لعل أبرزها إعطاء الاحتلال عينة مما يمكن أن ينتظره في حال وسّع دائرة الحرب وواصل عمليات اغتيال قادة الحزب على القاعدة التي أكد عليها أمينه العام في السابق "بتوسع منوسع".

هي ليست المرة الأولى التي يغير فيها حزب الله من تكتيكاته الميدانية ويستعرض قدراته وترسانته العسكرية وهو انتقل الى مرحلة جديدة، باستهداف قوات الاحتلال بشكل مباشر.

هذا بلا شك سيدفع الاحتلال للاستنفار أكثر، وسينقل المواجهات إلى مرحلة جديدة، خصوصاً أن الإسرائيليين يواصلون إجراء مناورات عسكرية تحاكي حرباً مع لبنان أو مع جبهات مختلفة.

الأكيد بحسب المراقبين أن الحزب أوصل رسالة واضحة للاحتلال بأنه لن يكتفي بالسقف الذي أرساه طوال الفترة الماضية تجنباً للتدحرج إلى سيناريوهات دراماتيكية، وسط تهديدات غير معلنة ببنك أهداف يضم 280 موقعا حساسا داخل كيان الاحتلال.

وفي هذه الحال يبقى السؤال هل يشكل ذلك ذريعة أو هامشا أكبر للاحتلال لتوسيع نطاق الاستهدافات، أم يأخذ في الحسبان هذه القفزة النوعية ويحسب ألف حساب لأي ضربة محتملة على لبنان.

أخبار ذات صلة

newsletter